رحلتي الأولى إلى أثينا
٢٠٢٢/١١
:تحرير واعادة صياغة ريم طريفي
أهلا وسهلا بكم وأشكر لكم قراءتكم لهذا المنشور عن رحلتي، سوف يحتوي هذا المنشور على الكثير من الصور والقليل من الكلام حيث سأحاول أن انقل لكم مشاعري عن المدينة التي زرتها من خلال الصور، بعض هذه الصور تحتاج الى التوقف عندها قليلاً فرجاءً اعطوا كل صورة حقها من الوقت الذي لن يتجاوز الوقت الذي احتجتموه لقراءة هذه المقدمة الصغيرة، وأنصحكم باستخدام كمبيوتر عند القراءة من أجل الاستمتاع بالصور بحجم كبير
منشوري الأول سوف يكون عن رحلتي إلى أثينا ومع أنها ليست أول رحلة أريد الكتابة عنها لكن هي الرحلة التي أدركت بعدها أنه يجب أن أكتب عن تجاربي ورحلاتي
أول ما صدمني في آثينا كان الفن، هنالك فن في كل مكان، من دون مبالغة كل مكان، ومن الممكن أن يكون عمره آلاف السنين أوفقط بضعة أيام
طبعا من الممكن ان لا تعتبر الجداريات كلها على أنها فن وخاصة بسبب انتشارها الكثيف العشوائي الصادم، ومع أنني قد عشت أكثر من خمس سنوات في ملبورن استراليا، المدينة المشهورة برسومها الجدارية لكني صدمت بكثرة وعشوائية الجداريات في أثينا
:إليكم بعض الأمثلة عن جداريات أثينا
بعض هذه الأعمال معبر جداً وللصراحة أنا معجب بالجداريات وبحرية الفن لكن لا أعرف ماذا سوف يكون شعوري إذا كنت أمتلك احدى السيارات او المتاجر التي يغزوها الغرافيتي / الجداريات
:جداريات الأبنية مختلفة. يظهر فيها تنظيم أكثر والبعض منها كان معبراً جداً مثل هذه اللوحة مثلاً
بالنسبة لي السيدة في الصورة ممكن أن تكون أي أنثى
إنها أم أخت ابنة صديقة حبيبة مديرة أو موظفة
عمرها و ملامحها من شأنهما أن يجعلاها أي أنثى في حياة أي أحد منا
لكن على وجهها ترتسم ملامح الخيبة، خيبة الأمل من الفشل المستمر المحيط بها
عيناها تتجاوزانك لتنظرا إلى ما هو أبعد منك
لقد أخذت قرارها و بدأت رحلة البحث عن ما هو جديد
ذراعان متشابكتان في إشارةٍ لعقد العزم على قطع الطريق أمام أي تقارب جسدي
محاطة باللون البنفسجي الملكي، ربما لتذكر جميع الأثينين بموروثهم العظيم
الجميع من حولها يحاولون أن يجدوا التوازن في حياتهم لأسباب لا يعرفونها وهم في رحلة بحث دائمة من النقطة ألف الى باء الى الف الى باء الى الف وهكذا
!!خلفها جبال اليونان بالازرق
الازرق هو اللون الوحيد الذي لم يذكره الاغريق في كتاباتهم ، و يُعتقَد أن الإغريق لم يروا اللون الأزرق
لعلها تبحث عن الأشياء التي لم يتمكن الإغريق القدماء من رؤيتها
صدرها أصفر ناري. إنها مازالت تغلي بالطاقة وتريد أن تقود التغيير
عينان تنظران بتعالٍ وشفاه مكتنزة رائعة لن تتمكن من تقبيلهم مرة أخرى
هذه اللوحة موجودة على مبنى مقابل أكاديمية أثينا. أتساءل فيما إذا كان هناك بالفعل معنى مبطن؟
:ليست جميع الأعمال بقوة العمل السابق لكن هناك الكثير من الأعمال الجميلة إليكم بعض الامثلة
عمل آخر أود التكلم عنه هو هذا الرجل في القطار
هذا القطار يبدو لي كقطار الحياة
و الرجل يبدو لي كشخص عائد من العمل
من الممكن أن يكون عاملاً او موظفاً
من الصعب التحديد لأنه يرتدي قبعة عامل لكن ثيابه توحي أنه موظف
ممكن ان يكون مديراً صغيراً او مشرف عمل
من أصحاب الياقات الزرقاء أو البيضاء
يبدو أنه ليس مهماً مايكون
….لأن اللون الوحيد في الصورة هو البيج
هو والآخرون على القطار يراقبون حياتهم وهي تمر وتمضي أمامهم
من نافذة هذا القطار
بينما هم لازالوا باللون الممل.. لا زالوا بلون البيج
:بعد التعافي من صدمة الفن بدأت أشاهد أموراً أخرى أقل وضوحاً مثل
الدين والفساد هما أمران مسيطران في اليونان
وهذا ليس كلامي لكن عندما تتحدث إلى أي شخص في أثينا فسوف يذكر لك الفساد. إن مظاهر الفساد واضحة لشخص مثلي نشأ في سورية عايَش كل أشكال الفساد التي كانت موجودة هناك حتى عام ٢٠٠٢لقد بقيت على تواصل مع البلد في زيارات دائمة ومن ثم متقطعة حتى آخر زيارة في ٢٠١٨. لكن عندما غادرتها إلى الامارات في ٢٠٠٢ حيث عشت وعملت هناك لتسع سنوات، كنت أعيش في جنة بالمقارنة مع الحياة في سورية حيث أن الفساد الموجود في الامارات هو على مستوي أعلى من حياة الفرد اليومية ولذلك فإنك كوافد إذا أديت عملك واحترمت القانون الى حد ما، فالفساد لن يمس حياتك و لن يسممها وسوف تعيش في دولة قانون ونظام واحترام
الشرطي في دبي هو موظف مهذب وهدفه تقديم خدمة
مع بداية الحرب السورية هاجرت إلى استراليا وعشت فيها أحد عشر عاماً. أستطيع القول أن استراليا مماثلة للإمارات العربية من حيث الفساد ومستواه مع اختلافات جزئية لسنا في مجال الحديث عنها هنا لكن كما في الإمارات فإن الفساد في استراليا لا يمس حياة الفرد اليومية
أما في اثينا فمظاهر الفساد ظاهرة تراها بوضوح في الطرقات الفوضوية والأرصفة الغائبة في معظم شوارع المدينة هذه المظاهر من شأنها أن تقضي عل أي محاولة لخلقك سلامك الداخلي وذلك بإقحامك رغماً عنك في ضجيج وتجاوزات مواكب السيارات الفارهة المحاطة بدراجات الشرطة وهي تخترق زحام الشوارع في مظهر فاجر !! ر
صديقتي في أثينا تتكلم عن انفجار ما قادم قريب أما أنا فأعتقد أنه لا يعدو أن يكون تنفيساً لغضب الشارع وهذا الرأي له علاقة بتاريخ اليونان واسباب سقوط اثينا وكل ما الى ذلك. موضوع مختلف لسنا في سياق الحديث عنه الآن وهو فقط رأي شخصي
اما الدين فهو يقدم نفسه بوضوح وبشكل صارخ وخاصة لشخص قادم من استراليا وهي بلد غير ديني لا يقوم بإدراج تعليم الاديان في المدارس الحكومية لحد الآن
إليكم بعض الصور
أود أن أشير انتباهكم إلى أنني أخذت جميع الصور في المنشور بينما كنت أسير في مركز المدينة أو في دائرة لا يزيد قطرها عن ثلاثة كيلو مترات
:أمونيا كانت من الأحياء المفاجئة في أثينا وهذا ما سوف تجده على ويكيبيديا
”ميدان أمونيا أو أمونويا (باليونانية:Πλατεία Ομονοίας) وأحيانا «ميدان الكونكورد» هو ميدان في وسط العاصمة اليونانية أثينا أسفله إحدى محطات مترو أثينا والتي تحمل اسم «محطة أمونيا» والتي افتتحت في 1895.[1]
يوجد في ميدان أمونيا فندقين سابقين قام بتصميمهما المهندس الألماني اليوناني إرنست زيللر في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر وهما البغيكيون وميغاس ألكسندروس.
ثقافة[عدل]
تجري عدة احتفالات رياضية وثقافية وموسيقية في الميدان، كما أن موقعه يطل على عدة شوارع وميادين رئيسية أخرى في المدينة، بينها شارع يصله بميدان سنتاغما الرئيسي هو الآخر وبين الميدانين توجد منطقة المحال التجارية والأسواق والمطاعم الرئيسية في المدينة.
كما توجد بوسطه حديقة كانت تحوي نافورة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى العام 2000 كما تزينه أشجار النخيل المتوسطية، كما كانت تحيط به مجموعة كاملة من مباني العمارة الكلاسيكية الحديثة شأنه شأن المناطق الشمالية والغربية من أثينا والتي أزيل نصفها تقريبا“
أما ما وجدته انا فقد كان الكثير جداً من مدمني المخدرات ورجال الشرطة المدججين بالسلاح والعديد من الأبنية المهجورة أو المهدمة. ما وجدته كان أنقاض أمونيا!!ا
هذا رابط لمقالة بالانكليزية تتحدث عن المشردين في شوارع أثينا وتذكر أن هناك ما يصل الى عشرين ألف مشرد و أن الحكومة قد وجدت حلاً لستة وخمسين فرداً منهم في مدينة تعداد سكانها حوالي ٣،١٥٦ مليون. تخيّل!! ل
بعد كل ذلك تأتي الآثار والمباني القديمة وهي كثيرة جداً وأستطيع أن أتكلم عنها الى ما لانهاية. من الممكن أن ذلك هو ما يشغل الاخرين، لكن بغض النظر هنالك آثار رائعة لكني لن اضع الكثير من صور الآثار حيث يمكنكم مشاهدتها في الكثير من المنشورات الأخرى
:أحد الأماكن الذي أثار اهتمامي كان أكاديمية أثينا وإليكم بعض الصور
:صورة أخرى رأيتها في شوارع أثينا ولم أستطع منع نقسي من التعليق بشأنها هي الصورة في هذا الاعلان
حيث ان هذا الإعلان بالطريقة التي صمم بها يعبر عن الكثير بالنسبة لي
إذا تمعنت بملامح هذه الفتاة، ملامحها ليست بغريبة عنا هذه ملامح شرقية واضحة
جمال شرقي يحدد حدّة ملامحه شعر أحمر يحيط به
جسم مختال، شفاه ممتلئة، نظرة الرغبة في العينين فيها دعوة.. فيها قبول
الخطوط الحمراء في الصورة تندمج مع الشعر الأحمر ليكتمل المشهد
عيناك تسافران في اغراء الجسد الذي يظهر القليل ويبوح بالكثير
…هنالك عند الصرة وتحت الذراع
تتوازن على صراط الرقبة المستقيم وانت تحلم بالشفاه المكتنزة عيناك لا تشبعان النظر إلى هاتين العينين الحالمتين.. لكن فجأة و أنت غارق في تخيلاتك المشتهاة يلطمك الحذاء الازرق الغربي على رأس حلمك الاحمر الشرقي
مكان الحذاء ليس على الرأس وهذا إعلان الهدف منه واضح كوضوح اللون في الشعر الأحمر
🙂 وما أقوله هو فقط رأي
بعيداً عن السياسة والتاريخ، الاثينيون هم ناس لطفاء ويحبون الغريب، الطعام جيد لكن ليس عظيماً عسى أن أخصص وقت أكثر لتجربة مطاعم افضل في رحلتي القادمة الى اليونان، فوضى الشوارع أكثر مما أستطيع احتماله لكن تقريباً وهذه ”مبالغة مستحقة ” من الممكن أن ترى الاكروبولس من أي مكان في أثينا إذا نظرت الى الاعلى. علّ ذلك ينقذ الأثينيين يوماً ما مما يشدهم نحو الأسفل
:بعض الصور من شوارع أثينا
في النهاية سوف أترككم مع صور لبعض التماثيل التي رأيتها في شوارع أثينا و أتمنى أن تكونوا قد وجدتم هذا المنشور ممتعاً ومفيداً. وفي حال كان كذلك لا تنسوا ان تشاركوه وان تتركوا تعليقا إذا أحببتم ان تقولو شيئًا ما
وإلى رحلة جديدة
☮️ سلام
ملاحظة: نعتذر منكم على بعض مشاكل التنضيد التي لم استطع التغلب عليها تقنيا وارتأيت انها لاتؤثر على المحتوى